نظم المركز ندوة بعنوان "قطر في الأرشيف العثماني" حاضر فيها الدكتور سهيل صابان، وقدمها الأستاذ الدكتور جمال حجر.
قسم المحاضر ندوته إلى ثلاثة عناصر رئيسة. تحدث في أولها عن الأرشيف العثماني ومحتوياته وأهميته لكتابة التاريخ بشكل عام، كما قام بالتعريف بالوثائق التي يحتويها الأرشيف العثماني في مدينة إسطنبول في تركيا، وأهميتها لكتابة جوانب من تاريخ قطر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مؤكدًا على غنى الأرشيف بالكثير من الوثائق والسجلات والدفاتر، التي تخدم كتابة تاريخ قطر الحديث والمعاصر، مشيرًا إلى أن أهمية هذا الأرشيف تأتي من أنه يحتوي على ما يقارب 150 مليون وثيقة.
ويرى المحاضر أن التحدي الأكبر للباحثين في الأرشيف هو وجود الأخطاء في أسماء الأماكن والقبائل والأشخاص، بالإضافة لاختلاف مدلول المصطلحات والمسميات، كما تتناثر الوثائق التي تهم التاريخ القطري في الكثير من التصنيفات، لأن من قاموا بفهرسة وتصنيف الأرشيف لم يكونوا على دراية باللغة العربية، فضلا عن طبوغرافية المنطقة، ولهذا فإن من يرغب في البحث داخل أضابير الأرشيف بحاجة إلى معرفة اللغة التركية الحديثة، واللغة العثمانية، فضلا عن معرفته بجغرافية المنطقة، ومسميات قبائلها.
وفي القسم الثاني تناول نماذج من الموضوعات التي تغطيها وثائق الأرشيف العثماني، وبشكل خاص فترة حكم الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (1878-1913)، مؤسس قطر الحديثة، حيث أوضح أن وثائق الأرشيف تتضمن الكثير من المراسلات التي أرسلها قائمقمام قطر إلى الصدارة العظمى والباب العالي والسلطان العثماني، وتفيد في التعرّف على الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، إذ إن بها تقارير تتعلق بتجارة اللؤلؤ، وأنواع السفن المستخدمة في الغوص، وعدد السكان ومهنهم ودخولهم، والجوانب الإدارية العثمانية في المنطقة، وغير ذلك من الموضوعات المهمة.
وفي القسم الأخير استعرض المحاضر نماذج من مراسلات الشيخ جاسم مع العثمانيين، ونماذج أخرى من تقارير المبعوثين السياسيين العثمانيين إلى قطر، تؤضح كيف يمكن الاستفادة من وثائق الأرشيف في كتابة جوانب من تاريخ قطر. ليخلص في النهاية إلى أن الأرشيف العثماني بحاجة إلى اهتمام الباحثين به، وبحاجة لدراسات مستفيضة عنه، ويمثل أهمية كبرى في كتابة تاريخ قطر.