عقد المركز في إطار الاحتفالات باليوم الوطني لدولة قطر ندوة عن قطر في وثائق الأرشيفات العالمية تناولت أهمية الأرشيفات لكتابة تاريخ قطر، تحدث فيها الأستاذ الدكتور جمال حجر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، عن قطر في وثائق الأرشيف البريطاني، فعرف الوثيقة، وأنواعها، موضحًا أن الإنسان لجأ للتسجيل؛ كي يحفظ ما يفوق قدرة الذاكرة الطبيعية على استيعاب المعلومات والأفكار والخبرات والتجارب السابقة، والأرشيف هو هو الوثائق غير الجارية، التي حفظت لقيمتها الدائمة، وتتنوع به أشكال الحفظ، ما بين الوثيقة والسجل والوحدة الأرشيفية. وأشار إلى أن الأرشيف البريطاني يضم أوراق وزارات: الخارجية والمستعمرات والطيران، وأوراق مجلس الوزراء، وأوراق وزارة الهند، وأوضح أن علاقته بالأرشيف بدأت منذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين مستفيدًا من وثائقه في كتابة تاريخ الخليج والجزيرة العربية، حيث تضم وثائق وزارة الهند الوثائق ذات الأهمية لتاريخ قطر حتى عام 1947، وهو عام استقلال الهند، وكانت المقيمية البريطانية في الخليج، ووكالاتها تبعث بمكاتباتها وتقاريرها إليها، ومن ثم فإن وزارة الهند والإدارات التابعة لها تعد من أهم وثائق الأرشيف البريطاني لكتابة تاريخ قطر.
واستعرض الدكتور علي عفيفي علي غازي، الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر، أهمية وثائق الأرشيف المصري لكتابة تاريخ قطر والخليج العربي في النصف الأول من القرن التاسع عشر، موضحًا أنه لا يمكن فصل تاريخ قطر في تلك الفترة التاريخية المبكرة، وهي فترة التشكل، عن محيطها الجغرافي، كما أنه حدد الفترة التاريخية لخبرته بالأرشيف بها، حيث عمل فيه فترة ثماني سنوات لإعداد أطروحته للماجستير، وفي البداية سلط الضوء على أهمية الوثيقة للمؤرخ، مؤكدًا على أهمية وثائق محمد علي باشا المحفوظة بدار الوثائق القومية بالقاهرة لكتابة تاريخ قطر والخليج، حيث كان اهتمامه بالوثائق سببًا في إنشائه للدفترخانة في عام 1828، واهتم خلفاؤه من بعده بها، وأشار إلى أن الوحدات الأرشيفية: بحر برا، المعية سنية، ديوان الجهادية، ديوان الخديوي، محافظ عابدين، محافظ الشام، محافظ الحجاز، محافظ متفرقات، تحتوي على الكثير من الوثائق التي تتعلق بتاريخ قطر في تلك الفترة التاريخية المبكرة، وأنها بحاجة لجهد من الباحثين لإماطة اللثام عنها، وتطرق لعدد ممن تصدوا للأرشيف المصري، وعرفوا ونشروا بمجموعات من محتوياته.
وتناول الدكتور صاحب عالم الندوي الباحث في تاريخ الهند، تجربة مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية في الحصول على وثائق قطر من الأرشيف الهندي، مستعرضًا دور الوثائق في الولايات الهندية: دلهي، بنكال، بهار، آسام، وكيرلا وغيرها، معرفًا ببعض وحدات الحفظ الأرشيفية الخاصة بقطر ودول الخليج العربي في تلك الأرشيفات، مستعرضًا الصعوبات التي واجهته في البحث عن الوثائق في الأرشيف، كالسجلات العامة، والسجلات الشرقية، والمخطوطات النادرة باللغات العربية والفارسية والسنسكريتية والبالية، حيث تتضمن ملفات بعناوين: شؤون قطر السياسية والاقتصادية والأمنية، وعلاقة قطر بدول الجوار، ووضع التجار الهنود في قطر، ووضع القبائل العربية في قطر، وموقف الشيخ جاسم من السلطات العثمانية في قطر، موقف بريطانيا من الشيخ جاسم، وغيرها الكثير.
كما عرّف الأستاذ محمد همام فكري مشرف عام مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية بأهمية الأرشيف العثماني لكتابة تاريخ قطر، مستعرضًا بعض النماذج من تلك الوثائق، وخاصة حادثة قطر، مؤكدّا على أن هذه الوثائق وخاصة في الفترة من 1871 وحتى عام 1913 تغطي جوانب متعددة من تاريخ قطر، وتشرح الأحداث التي وقعت بين الشيخ جاسم والإدارة العثمانية، والتي تتناثر في وحدات الحفظ: أوراق الصدارة العظمى، وقلم معاهدات، ومتفرقة الصدارة، وقلم مكتوبي الصدارة، والإرادات السلطانية، واختتم بدراسات اعتمدت على وثائق الأرشيف العثماني، كدراسة الدكتور زكريا قورشون قطر في العهد العثماني، ودراسة فريدرك انسكومب بعنوان الخليج العثماني، وغيرها.
وفي نهاية الندوة تم تكريم المحاضرين بشهادة تقدير، كما شهدت الندوة تكريم الصحافيين: سعيد دهري رئيس القسم الثقافي بصحيفة العرب القطرية، وعبد الغني بوضرة وعبد الفتاح مغاوري بوكالة الأنباء القطرية، ومحمد الربيع بالقسم الثقافي بصحيفة الوطن، وطه عبد الرحمن بالقسم الثقافي بصحيفة الشرق.