نظم المركز ندوة علمية بعنوان "مملكة معين في جوف اليمن.. علاقاتها الدولية ودورها التاريخي"، تحدث فيها الدكتور منير عربش، بالمركز الوطني للبحث العلمي بجامعة ليون، فرنسا، وعضو هيئة تحرير مجلة "أثيرت"، وقدمها الدكتور محمد مرقطن، رئيس تحرير مجلة "أثيرت"، وتأتي المحاضرة في إطار اهتمام المركز بتسليط الضوء على حضارات شبه الجزيرة العربية القديمة، حيث أوضح المحاضر أنها شهدت في بواكير الألف الأول قبل الميلاد تحولات جذرية ونوعية بانتقالها من لعصر البرونزي إلى العصر الحديدي، تمثلت في تدجين الجمل، الذي أسهم في ازدهار تجارة اللبان والبخور، واستخدام الخط الأبجدي في تدوين الحداث، وظهور الكيانات السياسية في شمال جزيرة العرب وجنوبها، وفي جوف اليمن، في القرن الثامن قبل الميلاد، وجدت خمسة دويلات مستقلة، وهي معين، هرم، إنبا، كمنا، ونشان، وكانت قبيلة معين كبقية أخواتها في جوف اليمن مستقلة، وكانت متحالفة مع نشان وسبأ، وكان لها مجمع آلهة خاص، ولموقعها الجغرافي المهم لعبت دورًا في تجارة البخور، فتحالفت كذلك مع قبيلتي واحة نجران أمير ومهأمر، مما دفع حكام سبأ بالقيام بحملة عسكرية ضد معين ويثل وحلفائها في واحة نجران، إلا أن هذه الحملة لم تحل دون سيطرة مملكة معين على تجارة البخور، وأقامت محطات تجارية في قرية الفاو، وشمال جزيرة العرب في العلا، ووصل تجارها إلى غزة وصيدا وصور ومصر وجزيرة ديلوس في اليونان، كما تاجروا مع بلاد الرافدين، ومع حضارات شرقي جزيرة العرب: مجان وديلمون، ثم كان انهيارها على أيدي الرومان، في الحملة العسكرية على جنوب جزيرة العرب في عام 25 قبل الميلاد، حيث اندثرت المملكة من الساحة السياسية.