صدر عن المركز العدد الرابع عشر من مجلة رواق التاريخ والتراث، والذي يتضمن عددًا من البحوث العلمية الأكاديمية، تؤكد على رؤيتها في طرح الأفكار، والدراسات التي تتسم بالجدة، ففي البحث الأول والثاني المعنونين "الهجرة العتبية ونشأة مدينة الزبارة وتطورها"، "استراتيجية موقع قطر والنفوذ السلفي في ساحل الخليج العربي"، يواصل الدكتور حسن بن محمد بن علي آل ثاني تناول جوانب من تاريخ قطر الحديث، مؤكدًا على أن إقليم بلاد البحرين، قد شهد منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي هجرة جماعات من القبائل النجدية من الداخل إلى ساحل الخليج؛ كي تعمل في الغوص على اللؤلؤ والتجارة، عرفت في المصادر التاريخية باسم العتوب، وأسست هذه الجماعات مشيخات على الساحل، أصبحت دولًا في كلٍ من الكويت والبحرين وقطر.
ويشير إلى أنه بعد سقوط دولة بني خالد، شهدت المنطقة تمدد النفوذ السلفي في المناطق، التي كانت تابعة لدولة بني خالد؛ بما في ذلك ساحل الخليج، ودفع ذلك القوى الإقليمية لأن تعمل على تقويض هذه القوة، ونتج عن ذلك حالة من الاضطرابات شهدتها منطقة الخليج العربي، وساحل عمان، وإقليم بلاد البحرين.
ويوضح الدكتور عبد اللطيف بن ناصر الحميدان في بحثه الموسوم "السيد عبد الجليل الطباطبائي وأحفاده وعلاقتهم بأعلام عصرهم"، دور هذه الأسرة في الأحداث التي شهدتها المنطقة في ظل النفوذ العتبي، والسعودي، وآل خليفة شيوخ البحرين، وآل صباح شيوخ الكويت، وعلاقتهم بمتسلم البصرة العثماني، ويختتم بدورهم في أحداث البصرة والزبير والكويت.
ويؤكد الدكتور أحمد عبد الرازق عبد العزيز محمد في البحث المعنون "المقاتل المملوكي بين النشأة والانهيار (1250-1517)"، على أنه تربى وسط ظروف قاسية، لنعيش معهم حياتهم منذ نعومة أظافرهم، ثم ترقيهم سدة الحكم، ويتخلل ذلك تربيتهم، وانتصاراتهم، وانكساراتهم، وطموحاتهم، وصراعاتهم، وأساليب حكمهم.
ويؤكد الدكتور لطف الله قاري في بحثه "فك رموز الصنعة (الكيمياء القديمة): المؤلفات التراثية في مصطلحات هذا العلم" على أن الصنعة (الكيمياء القديمة) كانت من التخصصات التي تجمع بين المعالجات العملية والنظريات الخاصة بها، وكانت تنقسم إلى نوعين: نوع يهدف ممارسوه إلى تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب. ونوع آخر استفاد من تجارب الفريق الأول في العمليات الكيميائية في صناعات مفيدة، مثل صناعة مواد طلاء المعادن والخزف، والعطور، وتحضير الأدوية المركّبة. واستخدم ممارسو النوع الأول كلمات اصطلاحية غامضة للتمويه على قرائهم، فلا يفهمها إلا الممارسون حسب زعمهم. وكتب الكيميائيون من النوعين معًا مؤلفات في تفسير الاصطلاحات الغامضة ذات المعنى الباطني للنوع الأول، أو اصطلاحات أدوات العملية للنوع التطبيقي وعملياتها ومواد تجاربها، فيقدّم البحث وصفًا موجزًا لعشرة مؤلفات تراثية، بعضها تمت دراسته في أبحاث منشورة في الغرب، بالألمانية والفرنسية والإنجليزية، وأربعة منها يتم التعريف بها لأول مرة.