رواق تحتفي بمرور 10 سنوات على صدورها

تحتفي مجلة رواق التاريخ والتراث، التي تصدر عن مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية بمرور 10 سنوات على صدورها، وفي هذه المناسبة يقول محمد همام فكري، مشرف عام التحرير: " في مثل هذا الشهر، قبل عشر سنوات، انطلقت مجلة " رواق التاريخ والتراث" لتكون نافذة علمية رصينة تُعنى بالتاريخ والتراث، وتجمع بين كبار العلماء والباحثين الواعدين في مساحة علميّة هادفة. وخلال عقدٍ من الزمان، استطاعت المجلة أن تترسخ كمنبر فكري متميز، بفضل ما نشرته من أبحاث ودراسات علمية رفيعة المستوى. وما كان لمجلة رواق التاريخ والتراث، أن تبلغ هذه المكانة العلمية المرموقة لولا الرؤية المستنيرة التي قدّمها سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني، مؤسس المركز وراعي هذا المشروع الثقافي الطموح، فضلًا عن أبحاثه العلمية القيّمة في تاريخ قطر، والتي كان لها عظيم الأثر في إثراء موضوعات المجلة في هذا المجال. وإنني أجدني مدينًا له بكل الامتنان؛ فعلى الرغم من التحديات التي شهدها ذلك العقد، لم تتوقف المجلة عن الصدور، بل واصلت أداء رسالتها بعزيمة وثبات بفضل دعمه لها".

ويضيف جمال حجر: " اختار مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية عبارة "رواق التاريخ والتراث" لتكون عنوانا لمجلته الأكاديمية التي يصدرها منذ عشر سنوات، لتكون من ناحية واجهة للمركز التي يطل منها على "عالم التاريخ والتأريخ"، ومن ناحية أخرى يستقطب إليها المؤرخين الجادين للنشر فيها.  ولا شك أن عنوان المجلة شد كثيرا من المؤرخين والباحثين الجادين للسعي إليها وطرح أفكارهم فيها حول التاريخ والتراث، فصارت صفحاتها ملتقى للمؤرخين ببحوثهم الرصينة وقراء التاريخ المتشوقين للمعرفة. وبذلك تمكنت رواق من تحقيق التفاعل بين الكتاب والقراء، أخذا وعطاء، بجدارة خلال السنوات العشر الأولى من عمرها. ويشهد على ذلك تنوع وشمول الدراسات والبحوث التي نشرتها رواق على صفحاتها خلال تلك الفترة. إذ يستطيع القارئ أن يجد على صفحاتها موضوعات تاريخية وتراثية متنوعة، تتناول قضايا تاريخية وفكرية عبر العالم على اتساعه".

ويقول يوسف العبد الله: " ليست "رواق التاريخ" مجرد مجلة، بل مشروع معرفي يسعى إلى إعادة الاعتبار للذاكرة التاريخية، ويحفّز على التفكير النقدي في سردياتنا الكبرى، من خلال مقالات تجمع بين العمق والوضوح، وبين التوثيق والرؤية. وتمثل مجلة رواق التاريخ والتراث منذ انطلاق العدد الأول منها في يناير 2016 برعاية مركز سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني للدراسات التاريخية، نقلة حضارية وإضافة مهمة للحياة الثقافية في دولة قطر، فقد اتخذت منحي أكاديمي يهتم بالجوانب التاريخية والتراثية في تاريخ قطر والمنطقة العربية عموماً. وتتميّز مجلة "رواق التاريخ" بأسلوبها المتفرّد الذي يجمع بين الدقّة الأكاديمية وجمالية السرد، فتُقدَّم المادة التاريخية بلغة سلسة دون أن تفقد عمقها العلمي. هذا المزج بين الإمتاع والإقناع يجعلها في متناول القارئ العام، دون أن تُفرّط في متطلباتها المنهجية، وهو ما قلّما يتحقق في المجلات المتخصصة".

ويقول مصطفى موالدي: "تُعد مجلة (رواق للتاريخ والتراث) من المجلات الرائدة في اختصاصها في الوطن العربي من حيث مستوياتها العلمية والثقافية والتحرير والإخراج والنشر والتعريف بأبحاثها، فهي مجلة علمية محكمة (نصف سنوية)، ويشرف على إدارتها وتحريرها نخبة من الأساتذة الدكاترة المتميزين بالكفاءة والخبرة المهنية بإصدار مجلة على مستوى رفيع. وتتميز المجلة بأنها تنشر أبحاث أصيلة لأول مرة، وبحيث يستوفي البحث الشروط المنهجية للبحث العلمي، وتؤكد المجلة على الأمانة العلمية وذلك بضرورة توثيق البحث بالمصادر والمراجع العربية والأجنبية وبشكل تفصيلي، مما بعطي المجلة المصداقية العلمية لما تنشره المجلة. وتُخضع إدارة التحرير البحوث المقدمة للنشر في المجلة للتحكيم السري من قبل متخصصين في مجالاتهم العلمية لدرء أية مغالطة علمية أو تاريخها قد طرحها البحث".

ويضيف سهيل صابان: "هذه المجلة العلمية التي تنشر الأبحاث باللغتين العربية والإنجليزية، قد اتبعت نهج المجلات العلمية الأكاديمية، سواء بتحكيم جميع الأبحاث الواردة إليها، أو بالالتزام بالوقت المحدد للصدور، أو بالإخراج العلمي والفني المطلوب. وإبرازاً لهذا الجانب فقد جاء في افتتاحية العدد الثاني "في عصر تدفق المعلومات وانتشارها عبر مصادر المعرفة المتنوعة، تغدو الحاجة إلى جودة المصدر وأصالته هدفاً يسعى إليه الباحثون عن المعلومة، وهو الدور الذي تقوم به المجلات العلمية المحكمة، وتكافح من أجله بعض المراكز العلمية التي تتمسك بالقيم الأصيلة التي تحكم البحث العلمي وتقوّمه". وبذلك فقد أوضحت المجلة التزامها بالمعايير العلمية، ولقيت قبولاً عاماً من قراء التاريخ ناهيك عن الأكاديميين، ما شجعها على المضي قدوماً؛ لإكمال مسيرتها التاريخية".

ويقول ناصر إبراهيم: "تظهر قائمة الموضوعات المنشورة اهتمام المجلة بالانفتاح على كل جديد في مجال الإنسانيات، وهذا ما جعل رواق في سنوات قليلة تشكل نافذة مهمة للباحث العربي ؛ إذ لم تقتصر على فتح أبوابها لنشر البحوث والدراسات الخاصة بدولة قطر وتراثها التاريخي أو ما يتعلق بمحيطها الخليجي فحسب، وإنما اتسعت دائرتها  للبحوث المبتكرة حول تجارب الكتابة العربية وغير العربية في حقول معرفية جد متنوعة: كالتاريخ والثقافة والعمارة ومجال نقد الاستشراق ، وقضايا المنهج وإشكاليات تأويل النصوص، علاوة على ترحيبها بالدراسات النقدية المتخصصة في علمي المخطوطات والخرائط ، وإلى جانب ذلك اهتمت رواق بدراسات نقد التراث كما افسحت ركناً من صفحاتها لمراجعات الكتب والدراسات حديثة النشر. وفى المجمل، سيجد كل متابع لتلك الدراسات، مستو رفيع من الكتابة الجادة، التي وجدت في رحاب رواق مناخاً من الحرية الأكاديمية، التي تعلو معها الفكرة الجديدة والمنهجية الجديدة فوق كل اعتبار".

ويؤكد ذلك لطف الله قاري بقوله: "يبرز الدور المشكور لمركز الشيخ الدكتور حسن بن محمد آل ثاني في إصداره ورعايته للدورية المحكّمة «رواق» التي حافظت على انتظام صدورها، وعلى المستوى العالي لما ينشر فيها، منذ بدايتها حتى اليوم، ونرجو لها الاستمرار الدائم بمشيئة الله".

ويقول حسام عبد المعطي: "لمجلة رواق دور محوري في بناء الوعي التاريخي في منطقة الخليج العربي، بل في الساحة الثقافية العربية حيث أسهمت في تقديم دراسات علمية موثوقة مستندة إلى مصادر أصلية ومخطوطات ذات أثر مهم في إبراز الفكر العربي عبر دراسات علمية موثقة، كما قدمت المجلة العديد من الدراسات التي سلطت الضوء على مراحل تطور الحضارة العربية من الجوانب السياسية، الاجتماعية، العلمية، والفكرية.، مما شكل إعادة لقراءة التاريخ من منظور حديث: وبالتالي فقد ساعد العديد من المقالات التي حوتها رواق على إعادة تفسير بعض الأحداث التاريخية برؤية أكثر عمقًا وتوازنًا".

ويضيف محمد حمزة إسماعيل الحداد: "شهادة حق معبرة عن أهمية هذه المجلة وما أصدرته من بحوث ودراسات علمية محكمة في التاريخ والآثار خلال السنوات العشر الأخيرة ومن ثم فقد أسهمت المجلة في إثراء الحياة العلمية والثقافية ليس فقطر على مستوي العالم العربي والإسلامي بل على مستوي العالم بأسره فقد كانت وماتزال بحق نافذة للتواصل بين الأجيال من خلال تلك السلسلة المتواصلة من البحوث والدراسات والتي أسهم فيها العديد من العلماء والباحثين من جنسيات مختلفة والتي تغطي جوانب عديدة في التاريخ والتراث على السواء".

وأخيرًا يقول معز الدريدي: "مجلة رواق أرادت أن تعيدنا إلى تلك الربوع، دون أن تتركنا فرادى في متاهات الماضي. كانت حلقة وصل، وإن لم تُصرّح بذلك جهرًا، بين ماضٍ مغمور، مُغرٍ بألغازه، وحاضرٍ مثقلٍ بأسئلة المؤرخ والباحث. لقد فتحت الأبواب على مصراعيها، مرحبةً بكتابات الباحثين وآرائهم وتصوراتهم، لكنها في الوقت ذاته حذّرت كل من يودّ خوض غمار تجربة الكتابة فيها، بأن للعلوم التاريخية والإنسانية مبادئ راسخة، وللنشر على أعمدتها ضوابط علمية لا تحيد عنها. فكان التحدي، وكانت المغامرة، وكانت النتيجة: أعداد ومقالات أنارت العديد من الزوايا المظلمة من تاريخ الجزيرة العربية والخليج، مساحة حرية وإبداع وفسحة تفكير قد تفتح آفاق مغايرة للأجيال القادمة التي أدارت ظهرها للورق وهجرت الكتاب لتعانق الشاشة والمواقع الافتراضية".

نشر هذا الخبر